عند اتخاذ قرار الدراسة في الخارج، من المهم أن تأخذ بعين الاعتبار الثقافة المحلية للبلد الذي ستدرس فيه. إذا كنت طالبًا عربيًا وتفكر في الدراسة في الفلبين، فمن الطبيعي أن تتساءل عن كيفية التأقلم مع الثقافة الفلبينية. في هذا المقال، سنعرض لك أبرز النصائح التي تساعدك على التأقلم بسلاسة مع الحياة في الفلبين، كما سنوضح لك مميزات هذه الثقافة وكيف يمكن أن تعزز تجربتك الدراسية.
مميزات الثقافة الفلبينية
تتميز الفلبين بتنوع ثقافاتها وتعدد تقاليدها، مما يخلق بيئة غنية ومثيرة للتعرف عليها. إليك بعض المميزات التي قد تلاحظها عند وصولك:
- الشعب الودود والمضياف: يتميز الفلبينيون باللطف وحسن الضيافة، وهو ما يساعدك على الشعور بالراحة والاندماج بسهولة في المجتمع. لا تتفاجأ إذا دعيت لتناول الطعام مع العائلات الفلبينية أو إذا وجدت أن الناس يسعون إلى مساعدتك في أي موقف.
- الثقافة العائلية: تُعطى العائلة أهمية كبيرة في المجتمع الفلبيني، وهو ما قد يتشابه مع القيم العربية التي تعزز من أهمية الروابط العائلية. هذا التشابه يمكن أن يسهل عليك فهم بعض جوانب الحياة اليومية في الفلبين.
- الانفتاح الثقافي: بسبب تاريخها المتنوع والمزيج من التأثيرات الآسيوية والإسبانية والأمريكية، تعد الثقافة الفلبينية منفتحة على الثقافات الأخرى، مما يجعلها بيئة ملائمة للطلاب الدوليين للتكيف والتعلم.
نصائح للتأقلم مع الثقافة الفلبينية
1. تعلم بعض العبارات المحلية
على الرغم من أن اللغة الإنجليزية هي اللغة الرسمية في الفلبين، إلا أن تعلم بعض العبارات في لغة “التاغالوغ” (اللغة المحلية) قد يساعدك على التواصل اليومي بشكل أفضل ويظهر احترامك للثقافة المحلية. كلمات بسيطة مثل “سلامات” (شكرًا) و”كوموستا” (كيف حالك؟) ستترك انطباعًا إيجابيًا عند الفلبينيين.
2. كن مرنًا في التواصل
الفلبينيون يتحدثون بأسلوب هادئ ومهذب، لذا يُفضل أن تتجنب الحدة أو الجدية الزائدة في حديثك. كن صبورًا واستمع جيدًا، حيث أن التفاعل اللطيف والمبتسم هو جزء كبير من ثقافة التواصل في الفلبين.
3. احترم العادات والتقاليد
الفلبين غنية بالعادات والتقاليد التي قد تكون جديدة بالنسبة لك، سواء في المناسبات الاجتماعية أو في طريقة تناول الطعام. من الأفضل أن تبدي احترامك لهذه التقاليد وأن تكون منفتحًا على تجربتها. على سبيل المثال، يعتبر تناول الطعام مع العائلة أو المشاركة في الاحتفالات المحلية فرصة ممتازة لتكوين صداقات جديدة.
4. التكيف مع نمط الحياة
نمط الحياة في الفلبين يميل إلى أن يكون أقل توترًا مما قد تكون معتادًا عليه. الفلبينيون يفضلون العيش بروية والابتعاد عن الضغوط، وهو ما يمكن أن يكون مفيدًا لك كطالب يحاول الحفاظ على التوازن بين الدراسة والحياة الاجتماعية.
5. تقدير القيم الدينية
تعتبر الفلبين من الدول ذات الأغلبية المسيحية، وبخاصة الكاثوليكية. احترام القيم الدينية والمشاركة في الأنشطة الثقافية المرتبطة بها قد يساعدك على فهم المجتمع بشكل أفضل. ومع ذلك، ستجد أن الفلبينيين يحترمون أيضًا تنوع الأديان والآراء، لذلك يمكنك ممارسة عاداتك الدينية بحرية.
6. تجنب المقارنة المباشرة
قد تجد أن بعض الممارسات الثقافية تختلف عن تلك التي تعودت عليها في بلدك العربي. من المهم أن تتجنب مقارنة هذه الاختلافات بشكل سلبي، بل حاول أن تنظر إليها كتجربة جديدة تستفيد منها في توسيع أفقك وفهمك للعالم.
7. كوّن علاقات صداقة
العلاقات الاجتماعية جزء كبير من الثقافة الفلبينية، لذا حاول أن تكون صداقات مع زملائك الفلبينيين. لا تخجل من الانضمام إلى الأنشطة الطلابية أو المجموعات التي تتيح لك الفرصة للتعرف على الطلاب الآخرين. الفلبينيون يشتهرون بتقديم الدعم والمساعدة للآخرين، مما يساعدك على التأقلم بسرعة.
كيف يمكن أن تفيدك الثقافة الفلبينية كطالب؟
التأقلم مع الثقافة الفلبينية ليس فقط وسيلة لجعل حياتك اليومية أسهل، بل يمكن أن يكون له تأثير إيجابي على تجربتك التعليمية أيضًا. العيش في بيئة منفتحة ومتعددة الثقافات يعزز من قدراتك على التكيف، والتفكير النقدي، واحترام التنوع. كما أن بناء علاقات مع المجتمع المحلي قد يوفر لك فرصًا مهنية وتعليمية جديدة بعد التخرج.
خاتمة
بمجرد أن تبدأ بالتعرف على الثقافة الفلبينية والتفاعل مع الناس، ستجد أن التأقلم في هذا البلد كطالب عربي ليس بالصعوبة التي قد تتخيلها. مع بعض الصبر والانفتاح، يمكنك الاستمتاع بتجربة دراسية وحياتية غنية ومثمرة. لا تتردد في استكشاف الفلبين وثقافتها واستمتع بكل لحظة من تجربتك التعليمية!